كتبها إقبال هدى أمان الله
السلام
عليكم و رحمة الله و بركاته
إنّ
الحمد لله، نحمده و نستغفره و نعوذ بالله
من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا.
من
يهده الله فلا مضلّ له و من يضلله فلن تجد
له وليا مرشدا.
أشهد
أن لا إله إلّا الله و أشهد أن محمّدا عبده
و رسوله، لا نبي و لا رسول بعده.
أمّا
بعد
يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا *
يُصْلِحْ
لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا
عَظِيمً
ا
الحمد
و الشكر لله، لا شريك له، له الملك و له
الحمد و هو على كلّ شيئ قدير.
على
جميع نعامه العظيمة، منها الإيمان و
الإسلام. و
هو الّذى أرسل رسوله بالهدى و دين الحقّ
ليظهره على الدّين كله و لو كره الكافرون
و لو كره المشركون و لو كره المنافقون.
الصّلاة
و السّلام على رسول الله، محمّد بن عبد
الله، الّذى أدّى الأمانة و نصح الأمّة
و جاهد فى سبيله حقّ جهاده.
هو
نبينا محمّد صلّى الله عليه و سلّم.
إخوة
الإيمان و الإسلام ...
فى
هذا المكان المبارك و الوقت المبارك أريد
أن أخطب أمامكم بالموضوع ...
" واجبتنا
فى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر"
أيها
الإخوة ... لقد
خلق الله الموت و الحياة ليبلوكم من أحسن
أعمالا، و أرسل من النّاس أنبياء و رسلا،
و أنزل معهم الكتب لتكون لنا دستورا و
معالما، و لتكون حياتنا سعيدة و مباركة،
فى الحياة المؤقتة و الفانية ثم الحياة
الخالدة.
بل
انظروا أيّها الإخوة ...!
ما
تشاهدون حولكم إلّا الفساد، و ما تشاهدون
إلا الحزن و البكاء.
قال
الله تعالى فى سورة الروم:
ظَهَرَ
الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
والله،
قد عصى النّاس ربّهم، لا يفعلون ما أمر
الله به أن يفعلوه، و أحبّوا أن يفعلوا
ما نهى الله عنه.
إنهم
تركوا الواجبات و ما اجتنبوا الحرمات.
واللهِ،
إنه قد ذكّرهم، و ما الفساد و المصائب
التى تقع حولنا إلا هى تذكرة من عند الله
عزّ و جلّ. و
كنّا لا نبالى بالأمر الواجب الذى أمرنا
الله به " الأمر
بالمعروف و النهي عن المنكر".
قال
الله أعزّ القائل فى سورة الأنفال:
وَاتَّقُوا
فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ
ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ
وَاعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
و
أيضا، قال النّبي صلى الله عليه و سلم
فى رواية المسلم:
" من
رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع
فبلسانه فإن لم يستطع فقلبه
و
ذلك أضعف الإيمان"
إخوة
الإسلام ...
الأمر
بالمعروف و النّهي عن المنكر هو أمر واجب،
عسى أن يهتّم به المسلمون حتى يصير مجتمعهم
مجتمعا مسلما صالحا، يعبدوا الله ربا و
إلاها، و بلدتهم بلدة طيّبة و ربّ غفور
ثم رضا الله عليهم.
إنه
واجب على الفرد و الجماعة.
و
تطبيقه مع الجماعة أفضل لكون المنكر كبير
و كي يكون تطبيقه مؤثّرا فى تحقيق الخيرات
و إزالة المعاصى.
و
يا إخوة العقيدة ....
فى
أي أحوال كان ... ،
الإمارة لها الحقّ فى أن تقوم بهذا الشأن
العظيم. فى
الإمارة سلطان و السلطان هو القوة، و هذا
هو المقصود من تغيير باليّد، و اليّد هو
السلطان و القوة ، حتى تكون المعاصى زائلة
و الحسنات محققة فى بلدتنا أندونيسيا
خاصّة و فى كل أنحاء العالم عامة.
أيها
الإخوة... هناك
ثلاث مراحل فى تطبيق الأمر بالمعروف و
النهي عن المنكر:
أولا،
أن نحبّ الحسنات بحقّ الحبّ و أن نبغض
المعاصى و المنكرات بحقّ البغض و هذا هو
أضعف الإيمان.
ثانيا،
أن نقول المنكر منكر، أن نقول الحرام حرام
و أن نقول الباطل باطل.
و
كذالك عكسه. إن
الحلال بين و إن الحرام بين.
و
الثالث،
إزالة المعاصى و المنكرات بالقوة و
السلطان، لا قوة و لا سلطان إلا مع الإمارة.
و
اهتموا... قبل
تلك المراحل كلها أن نزكي أنفسنا و نزيد
علمنا ثم نخلص نيتنا.
أيها
الحاضرون ...
هذه
هى خطبتى، عسى أن نستفيد منها إستفادة
تامة ثم نطبقها و نحققها فى حياتنا اليومية.
و
عسى أن تهتم إمارتنا و مجتمعنا ثم فرد
مسلم حولنا بهذا الأمر العظيم.
بالله
التوفيق و الهداية
0 komentar:
Leave a Comment